السبت، 9 نوفمبر 2024

في تطوان الأنثى تشرف أوطان

في تطوان الأنثى تشرف أوطان

القصر الكبير / مصطفى منيغ

زمرُّدة كريمة في طراوة ربيعٍ لا يقهره الوقت ولا تُسيح يناعته مع مراحل العمرِ  نادِرَة تمشي على الأرض تنثُر رائحة المسك جاذبَة اهتمام ورودِ "رياض العشَّاق" لمَّا كان رِياضاً تُنَظَّمُ في حقِّهِ قصائد شعراء الزمن الجميل ، زمردة يغار الشَّفق من لون وجنتيها حاملتي محاسن محيَّاها الصبوح مُوَاجِهاً في حياءٍ بصائِر لا تقوَى على إطالة التمعُّن في نسخة مصغرة مِن شمسِ الأصيل ، زمردة مُزيَّنة مذ خُلِقَت بما يُبهِج أكان الفم ثغر شَهدِ الوصال المشروع أو ما انْسَدَلَ مِن فوقِ رأسها مِن شَعر مازج الذهبي بالأصفر الفاقع أو بسواد العُزْلَةِ المنشودة بوجدان عاشقٍ في الحلال يميل . زمردة متى انبلج الصُّبح مَرَّرَ نسيمه العليل ، على قدِّها الممشوق لتستفيق فَرِحَة بما هي فيه مِن نِعَمٍ تطوانيةِ المَقرِ رَبَّانية المصدر موصولة بخير عميمٍ عريضٍ طويل ، يتسابق العقلاء على خطبتها طمعاً في إنجاب الجمال الجميل الأصيل ، يأتون من الشرق يزاحمون مَن يحملون نفس الرّغبة من المغرب المدركين نشأة أسرة عن بذرة مزروعة في مدينة كل الايجابيات كانت إليها تصِل ، حتى أسراب مِن السابحات في فضاء الدنيا إليها تَطير لتستَقِّر قرب غدير "الزرقاء" الفاقد اليوم نصيبه من الاهتمام بالكامِل ، زمرّدة صان الخُلُق اخضرارها وابتسم القدر لمصيرها ولَمَّا همَّت نفوس لضمِّها مُقدِّمَة الذهب بسِعَة أضخم برميل ، أَبَت العَرض  وتمنَّعت وبأدب جم خاطبت ذاك السائل ، القادم من حقله المستخرج منه النفط أن الفتاة التطوانية ليست للبيع قانعة بمن ستحب ولو ملك القليل القليل ، فأقسم المُشبَّه وجهه بوجه الناقة أن لا يبرح المغرب إلا وتلك المرأة مضافة لحريمه ولو خسر ما يجعله كبير عشيرته ولتسخير نفوذه بعدها لن يزاول ، فخاب مسعاه لما وجد وما يتمتع به من ثراء لا يساوي فيما يطمع إليه رأس بصلة أو أقل من ذلك بقليل . فتلك الزمردة هي الأنثى التطوانية مهما كان سنها لا يظهر عليها الكِبر لطيبوبة قلبها ورجاحة عقلها منذ الصِّغر وصواب اختيارها لتبقى كتطوان مهما صبغوها لتغيير مظهرها لا تبالي مادامت قادرة على صيانة جوهرها بما يساير نور مشعالها المتنقل عبر الأجيال من طرف عقلية لا زالت على عهد المنتقلين من الأندلس بنظرية "أن الإخلاص لِما زُرِعَ في هذه الأرض لن يحصده أي غريب عنها قصْده اصطياد ما ليس له فيه حق مِن أيِّ ثمينٍ خفيف أو ثقيل" .

مرة وأنا جالس مع أصدقاء أقترب مني جندي من القوات المساعدة وهمس في أذني أن السيد الوالي الدكتور بلماحي كلَّفه بإحضاري لمكتبه فلبيتُ الطلب عن طيب خاطر بما يخص حُسْنَ تَخْييل ، فلما قابلته  بادرني معاتبا : كيف تتزوج من تطوانية وتخفي علينا الخبر وكأنك تمانع في مشاركتك مثل الفرحة وقيامنا بما تفرض علينا المناسبة السعيدة من واجب دون الدخول في باقي التفاصيل ، أجبته مُستغرِباً : أكون قد فعلتها في المنام وعند الاستيقاظ أكون آخر مَن يعلم ؟؟؟ . قاطعني منفعلاً بعض الشيء ليستطرد قائلاً : من أسبوعين تقريباً اتصل بي مصطفى أبوظافر مدير ديواني وابلعني أن سيدة تطوانية تدعي أنها زوجتك من مدة قصيرة ترغب في مقابلتي ، طلبته بإحضارها فوراً لأسمع منها أنها زوجتك وحتى لا تمل من المكوث وحدها وطول الوقت بعيدة عنك حضرت راغبة مني مساعدتها للحصول على منصب شغل ، دون تردد أمرت بتعيينها مؤقتاً بقسم الشؤون الاجتماعية على أن يكون راتبها من ميزانية الإنعاش الوطني وهي الآن تعمل معنا في نفس الولاية ، قهقهتُ ضاحكاً وقلتُ له لقد كذبت علينا نحن الاثنين معاً ، لم ينتظر لحظة حتى مثلت أمامنا ليصيح في وجهها : ألا تدركين خطورة ما أقبلت عليه بانتحال شخصية الغير ؟؟؟، ما كان عليك المغامرة لادراك مبتغى لا يستحق بتاتا وقوفك هذا الموثق غير المناسب أصلا لمواطنة تبحث عن ربح لقمة عيشها بالطرق العادية دون التواء  أو غش أو افتراء ، فما أنا فاعل بك ؟؟؟. قاطعته : كل خير يا سيادة الوالي اعتبرها في حاجة ماسة للحصول على وظيف تبني معه مستقبلها وخاصة في هذه الظروف وأنتم أدرى بوقعها السلبي على عموم الناس ، هذه المرأة فعلاً أعرفها ومن أسرة طيبة شريفة لكنها غير تطوانية ، التطوانية لن تستطيع مجرد التفكير فيما أقدمت عليه هذه المرأة ، مترفعة عن مثل التصرف بسمو أخلاقها وعزة نفسها ودخولها المؤسسات من أبوابها الرسمية إن رغبت في الحصول عمًّا تستحقه كإنسانة واعية مثقفة حاصلة على مؤهلات تغنيها عن أي وساطات .

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا.

سفير السلام العالمي

 

ليل إسرائيل ممل طويل

 

ليل إسرائيل ممل طويل

القصر الكبير : مصطفى منيغ

ذروة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية مؤجلة لغاية ظهور النتيجة النهائية لانتخابات الولايات المتحدة الأمريكية والإعلان عن الرئيس المقبل لأقوى دولة في العالم ، ما يقع الآن مجرَّد مناوشات والتقاذف لأقصى ما يُعَبَّرُ عليه مِن مُبْهَمِ كلام ، يُبْقِي النار مشتعلة بالنفخ على الجمر لغاية نفاذ ما تحسبه إسرائيل عن غرورٍ الحُطام ، فالمرور ساعتها لتعداد قتلَى أقوام ، بغير وجلٍ من عواقب أصدق أحكام ، حالما تستردَّ هيأة الأمم المتحدة ذاك النِّظام ، الذي مَثَّلَ ميزان العدالة الدولية إلى أن تكسَّرت إحدى كفتيه آخر هذه الأيام ، التي أظهرت إسرائيل كأغرب دولة أنها ولُبّ الشَّرِ تَوْأَم ، مندفعة للعربدة في علياء غير مُباحَة إلا إن كانت فوق رؤوس بعض الحُكام ، يشهد الشرق المنغمسة بعض دوله على صعيد حكوماتها في مذلة الانبطاح على الدوام ، لمن تيقنوا حسب هواهم أنها مفتاح العصرِ لمزلاجِ أوهام ، يُيَسِّر لضعَّاف الإيمان الاستمرار على نفس السبيل المُزَيَّن لهم بالافتراءات الجاعلة مقامهم مفعم بالأمن والوئام ، والحقيقة أنه مصير واضح وصريح يُلحِقهم بنظام وانتظام ، لأفظعِ وأشرس صدمة والصهاينة يقابلونهم بأسوأ انتقام ، في وقت يخسرون فيه ما جمعوه من مواثيق صهيونية تصبغ وجوه مُصَدِّقِيهَا  بكآبة الندم . اليوم جنوب اللؤلؤة لبنان الواجدة فيه إيران مَن يُزكي ذاك الهيام ، الماسك صاحبه من شعيرات تطل من تحت عمامة تخطيط تحجبه كما تصنع بالشمس الغِيام ، مغطيا بعباءته الفضفاضة البارود وتعليمات الفقيه الولي الإمام ، بترسيخ الشيم الإيرانية دون الاهتمام بمرور الأعوام ، ليتربى جيل على سماع ما ينغِّص على حمامة العرب بيروت ما ألِفته مِن حرية وتعايش بين الأديان في سلام ، مع استبدال الطربوش الأحمر بعمامة في مساحة ثوب خيمة وضرب الحلال بالحرام ، واحتساب العِرْق الفارسي عُمْلَة ثمينة لتحصين النخبة من تدافع العَوَام ، على اكتساب ثمن رغيف مبلل بعَبَرات تتساقط في مناسبات خاصة على أطلال الملقبين بالعِظام ، على درجة من السماحة السابحة ببعضهم فوق أعناق مشبهة بأمواج بحر تتلاطم ، ناشدة التوسُّع دون اكتراث بحرمة اختيارات مَن يمثلون الأصل في طبعته الأولى مُذ كان لبنان لبناناً واقعاً عبر أحقاب التاريخ وليس تخيلات متتبعي مروِّجي الأحلام . لم تكن فرنسا قادرة على حصر تلك الموجة الإيرانية الضاربة المجتمع اللبناني في جزء لا يستهان به بل أظهرت أكثر من مرة عدم الاهتمام ، إذ مجمل التكلفة للتخفيف ممَّا أصاب ذاك البلد الصغير يفوق حجم المساعدات التي من الممكن أن تخصصها فرنسا لارتباطها التاريخي الأكيد بهذا الجزء الشرقي من أرض العرب الاستراتيجي الهام ، فوجدتها إيران فرصة لتحويل ذاك الجنوب إلى قاعدة من نوع خاص بما كدست داخله من أجهزة عسكرية وتشييد أنفاق بعمق سحيق تحت الأرض  مكلفة للغاية  تحتضن أسلحة تفوق حاجيات أي جيش نظامي وصرفت أجور مرتفعة لمن اتخذتهم قادة يمثلون قلباً وقالباً السلطة الفارسية في جناحها المُخصَّص للزحف صوب الدول العربية قاطبة لقلب نُظُمِها رأساً على عقب كمرحلة أولى مُحكم فيما يخصها التدبير الشامل العام .

أمام الكثير من الفرص التي جعلتها إيران متاحة لتعزيز مكانتها العسكرية والعقائدية في لبنان نجد الأخيرة كدولة منزوية في ركن كأنَّ الأمرَ لم يعد مباح لتتحَرَّك لتوقيفه ولو جزئياً بالحق في الاقتحام ،  وحتى القائمين عليها سلَّموا بواقع أصبح عَصِياً عن إزاحة وجوده مهما حصل ممَّا أثار سلسلة من علامات الاستفهام ، وبخاصة حول بعض الشخصيات الوازنة بمساعدة إيران نفسها عن تحالف داخلي وثيق يصب في خدمة تقوية الوجود الإيراني نفسه مهما كان الميدان عن استسلام ، انطلاقاً من مساحة محدَّدة مؤقتاً ريثما يتم التغيير الجذري فتعود لبنان إحدى المقاطعات الإيرانية ليس إلاَّ كآخر التزام ، وعلى رأس تلك الشخصيات "بري" المحتكر رئاسة مجلس النواب لعقود أسال الكثير من مداد الأقلام ، والنتيجة  الآنية ما يجعل الجيش النظامي الشرعي لدولة ذات سيادة يقف ليس متفرِّجاً عمَّا يحصل وحسب بل وكأنه يستعطف إسرائيل تركه لحاله يضيف لعجزه مرتبة العدم ، وحتى الغارات التي طالت بيروت عاصمة الدولة يتلقاها هذا الجيش اللبناني  ومعه رموز الدولة ببرودة ما تجاوزت عمليات التنديد الشفوي أقصاه تقديم شكاوي لمجلس الأمن ثم الصمت التام ، وقبل هذا وذاك الاحتماء خلف قوة حفظ السلام الدولية التي اعتبرتها إسرائيل بين قوسين لا كلمة حاسمة لها مهما اخترقت الآلة العسكرية الصهيونية المعتدية كل القواعد والأعراف وضربت عرض الحائط بأدبيات الحروب المفروض أن تراعي حقوق المدنيين احتراماً مؤكداَ وليس ادعاءات إنشائية في أبواق الدعاية الرخيصة لجهات معروفة لا داعي للتَّذكير باسمها وعنوانها حاصدة عما تزرعه سوء ختام .

... من لبنان تفرَّعت أذرع الأخطبوط لتسبح في مستنقعات الفتن المطبوعة بها بعض الجهات ، شهدت اجتياحاً أمريكياً لتفكيك ما رأت فيها صٌداعاً يطال نفوذها العالمي ، ويتحداها بتحالفات مضادة الغرض منها معاداة دولة تملك أكبر قوة تدميرية فوق البسيطة ، تعمل على جعل الغير من دول القارات الخمس في خدمة رفاهية مواطنيها ، من هذه البلاد العراق التي أرادت إيران مَلْأ ما تركته الولايات المتحدة الأمريكية من فراغ مقصود ، بلغ حدَّ الفوضى أحياناً مُتَّبِعة نفس التقنية في احتلال عقول غير الإيرانيين ، فنجحت لحد ما في توطيد فصل من مخططها المذكور متسربة عن طريق عملائها وأنصارها لأمكنة إقرار القرارات ، لتُطوَّر مثل التصرفات لغاية إخضاع جزء كبير من العراق كدولة لارادتها ، فتصنع ما يعاني منه العراق حاليا ، إلى أن يتحمَّل العراقيون مسؤولياتهم الوطنية الرافضة مثل التدخل السافر في شؤونهم الداخلية ، أما إيران مهما صرفت من مجهود سيمتصه تراب تلك البلاد القادرة على استرجاع صحتها من داء أصابها حينما سمَحت للفرس الولوج لمحيطها ، بل ستخرج منكسرة الخاطر مُدركة تمام الإدراك ، أن خيانة البعض لتركب بواسطتها على ظهورهم حَبلها قصير ، ما دام الوعي انتشر من حيث جمَّدته إيران ليعاود الذوبان فتذوب رفقته بلا هوادة .

... إسرائيل مهما أثقلت كاهلها ككيان بما اقترفته من تقتيل للأبرياء وتجويع أناس لا ذنب لهم سوى المطالبة باستقلال أرضهم وإبعاد صفة الاحتلال عن وجودهم ومهما استأصلت زرع وجذور أشجار تشهد عن أصالة مَن ملكها من الآلف السنين مِن غزة إلى بغداد إلى بيروت إلى دمشق إلى صنعاء لن تنعم بطلوع فجرٍ كسائر المخلوقات الطيبة الحرة الأبية من عرب وعجم ، بل ستظل متخبطة في ظلام ليلٍ مملٍ طويل طول قَدَرِها المطبوع لا محالة بهزيمة لن يشهد التاريخ الإنساني لها مثيلاً ستصيبها دون سابق إعلام .

    مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

الخميس، 7 نوفمبر 2024

كل اليهود لإسرائيل جنود

 

كل اليهود لإسرائيل جنود

 

سبتة : مصطفى منيغ

على ملَّة واحدة أينما تَوَاجَدُوا ، لتلبية تعاليم صهاينة إسرائيل تَوَحَّدُوا ، مهما توسَّلوا الأعذار خارج ذاك المَسار إخلاصهم للتنكيل بالفلسطينيين خاصة والعرب المسلمين عامة كل صباح جَدَّدُوا ، وعلى المُضي قُدماً خلف تكريس مؤسساتهم العسكرية المزيد من الوسائل الهمجية البعيدة عن أخلاقيات الجيوش المنظمة  عبر المعمور وصولاً لهدفهم اللاَّمشروع علناً وسراً تَوَعَّدُوا ، هبوا فُراداً  أو جماعات على دفعات للاتصال المكثف فيما بينهم داخل أقطار أوربا على وجه التحديد وفق برنامج لنقطه الثلاث حَدَّدُوا ، التبرُّع بالأموال و ومحاربة الآراء المعارضة و الانضمام لجيش الدفاع الإسرائيلي متى دعت الضرورة ذلك ولأشياء فرعيَّة أُخرى عَمَدُوا ، جاعلين مِن بروكسيل عاصمة المملكة البلجيكية محطَّةَ تجميعِ محاصيل التخصُّصات الثلاث لإلحاقها بتل أبيب ولمثيلاتها على مراحل متقاربة أَوْجَدُوا ، ومهما لقوا من صعوبات استثنائية لأبسطِها صُعوداً لأصعبِها أَعْدَمُوا ، إذ مِن بينهم المدرَّبين للتعامل مع كل مستجد بما يلزم حتى إذا حصل وشاع بين الأوساط شأنه تظاهروا بكونهم عن بشاعته طالما بتواجد العرب نَدَّدُوا ، فلهم من البراعة ما يجعلون به بعض عرب تلك الديار الأوربية يتحملون مسؤولية كل انحراف عن القوانين المحلية وواجب أن يُطرَدُوا ، أنها معارك جانبية يصطنعها اليهود المدفوعين عن قصد للتنغيص على كل متعاطف مع القضية الفلسطينية وأحياناً لضربات الغدر لهؤلاء الأبرياء سَدَّدُوا ، فما استكانوا بوجهين يختلطون بأهالي دول غربية جلها غير متعمِّقة في معرفة أساس قصية الصراع المركَّبَّة عليها حرب إبادة تمارسها إسرائيل لمسح فلسطين الدولة والأمة من جغرافية المنطقة ولا لهؤلاء الأهالي في تدخلاتهم السياسية العادية على لب الحقيقة اعْتَمَدُوا ، فقط قشور متداوَلة جعلها اليهود المعنيين عناوين مرفوعة أكانت للتظاهر في بعض الساحات في أوقات محدَّدة بترخيص رسمي أو حوارات لاقامتها بَادَرُوا .

الفرق متباين لدرجات فارضة نفسها بغير أدنى شك ، بين وسيلتين أعتمد أحداهما بعض العرب المقيمين في أوروبا ، والأخرى جعلها اليهود مَقصد اجتهادهم خدمة انتسابهم العضوي الحميم لإسرائيل ، العبرة ليست في تقوية الضجيج والتناوب على مكبرات الصوت انطلاقاَ من منصات أو منابر معينة وينتهي الأمر ، بل المهم في استخلاص ما يُشترَى بواسطته السلاح أو تطعيم الاقتصاد الحربي الإسرائيلي ، وتلك مهمة التمس اليهود بلورتها بما لا يشكل تكرارها عائقاً لا يُحتمل ، بعبارة أصح هناك ضريبة سرية تُستخلص بانتظام منظَّم  من كل يهودي حسب طاقته ووضعيته المادية ، أموال ضخمة تصبُّ في الخزينة الصهيونية تحت تسمية تحقيق دولة إسرائيل الكبرى ، مبالغ تُقدَّر بالمليارات من الدولارات صادرة عن أشخاص يهود لهم في أوربا عامة ودول بلجيكا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا وسويسرا والنمسا تحديداً السند المالي والاقتصادي الهائل الذي جعلت منه استثماراً يغذّى جزءا مما تعتبره إسرائيل حق أبنائها في تأسيس دولتهم السابحة وسط بحر من المخاطر المعروفة لدى الجميع ، بل والمُروَّج لها لتعود بالنفع العميم لتشبيهها  بالمنشار الصاعد وهو يأكل و النازل وهو يأكل ، بقاسم مشترك هو الأكل المُطابق على إسرائيل وجشعها مهما كان المجال .

بالنسبة لليهود الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية يأتي في الدرجة الثالثة وليست الأولى المرتبطة بسلسلة من الاجتهادات الذاتية المحوِّلة المكر الدفين والتحايل المتين والنفاق اللعين المُباع نتاجه في سوق الباحثين عن النجاحات المجانية بالاستحواذ على حقوق الغير بطرق شيطانية ولو دام مفعولها لفترة وجيزة ، ثم في الدرجة الثانية تَقَرُّباً من الطبقة الحاكمة لتقديم خدمات مُغرية قائمة على استغلال الباحثين عن تغطية تجاوزاتهم بالتشارك في صفقات مريبة كالحاصل بين جماعات من اليهود وحكام دويلات خليجية تخص استثمارات طالت مرافق إستراتيجية متعددة قائمة بين دول عربية تظن أنها تتعامل مع شقيقات عربيات لدولهم ، فإذا بتلك الدويلات مجرَّد واجهة لما خلفها من عقول يهودية لها يد مع الموساد خدمة للصهاينة  ومخططاتهم المستقبلية ، المتصورة بتنفيذها الوصول لتحقيق الدولة الإسرائيلية الممتدة من نهر الفرات إلى نهر النيل ، بعدها تأتي في الدرجة الثالثة الولايات المتحدة الأمريكية للتمتع بحصانة سياسية تجعلها طليقة تصرفات الغرض  منها الحصول على تعويضات أكانت سلاحا أو مساندة مباشرة مقابل الاشتغال بالحفاظ على المصالح الأمريكية أينما تواجدت ، وبخاصة في عالم العرب الممتد من المحيط إلى الخليج ولو أدى بها الأمر إلى مواجهات قتالية ، وحربها على لبنان خير مثال على ذلك ما دام الغرض  منها الضرب بقوة لاستئصال كل تابع لإيران حزباً مسلحاً كان أو جماعات قائمة أساساً في العراق أو أمكنة أخرى منها سوريا .

اليهود عقلهم على ثلاث دولٍ ، وما شغلتم مخاطر الحرب التي يخوضونها على أرض فلسطين ولبنان لتجميد رغبتهم الانتقال للاهتمام داخل تلك الدول الجاعلين منها خلفية توسُّعهم وفق تخطيط أساسه إقامة فتن سطحية للتغلغل جوهرياً لحين الانقضاض كأصحاب حق تاريخي ، يجعل من العراق ومصر والمغرب مراكز العودة لماضيهم اعتماداً على قوة امتلاك القدرات الاقتصادية والمالية أكانت استثمارات لها وسطاء ضبطوا أمورها من جنس العرب ، أو تهييج فعاليات من بعض أحزاب سياسية  وكذا جمعيات محسوبة  وفق ابتكارهم "الحداثي" كأسماء دخيلة لا علاقة لها أصلا بلغة الضاد  على المجتمعات المدنية ، المحاولة ابتدأت في مصر لتعيش ما تراه اليوم من أزمة اقتصادية تكاد تخنقها ، نظام الحكم هناك على بينة من الأمر لكن الوقت دهمه ليعاني مرارة المتروك منزوياً ينتظر الفرج عسى يستطيع الحصول على دعم يواجه به المطلوب ، وإن كان اليهود وقفوا سَداً منيعاً حيال ذاك الفَرَج انتظاراً لانفجار بركان غضب الشعب ليتسللوا حكاماً تقتضيهم المرحلة الهدف المُغلَّفة بالمذكور عن اليهود آنفاً . العراق تورَّط مَن تورط فيه ذاك المتحرِّك على حبلي إيران وإسرائيل منتظراً الفائز المُطلق بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية المهيمنة الحقيقية على حكام العراق جميعهم ، وليست إيران بعدما باعت نصيبها من الهيمنة  مترقِبَّة التوصُّل بالثمن وهناك مِن الشيعة العراقيين قلباً وقالباً المدركين ليست الحقيقة وحسب بل أسرارها أيضا ، وقد ظنوا في وقت سابق أن العقيدة المشتركة بينهم وإيران ستكون حافراً لتحقيق العراق كما يترجاه من استقلال حقيقي ، لكنهم فطنوا مِن مدة أن إيران عقيدتها كامنة في مصلحتها ، فكان خيارها النهائي التخلص التدريجي من ذراعيها العراقي واللبناني لفائدة علاقة تُنَظَّمُ في شأنها محادثات خفيَّة مع إسرائيل لوضعِ نقطةِ على حرف الحاء لتنقلب تلك الكلمة التي توسَّطت شعارات وَليِّ "قم" الفقيه رأساً على عقب ، حيث حوَّلها الزمان لافتراءات الغرض منها تحقيق دولة الفُرس أمنيتها في امتلاك القنبلة النووية ، أما المملكة المغربية ارتباطاً بنفس الموضوع ... (يتبع)

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

https://mounirhcom.blogspot.com

https://web.facebook.com/mounigh.mustafa.7

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

البقاء للسنبلة الحمراء

 

البقاء للسنبلة الحمراء

القصر الكبير : مصطفى منيغ

إسرائيل رَدَّت ، كأنها عن مِلَّةِ دينها ارتَدَّت ، أنامل مؤسَسَتَيْهَا السياسية والعسكرية على زَنَدَاتِ كلّ الأسلحة المدمِّرة  شَدَّت ، لتُشبِع نهمها فتكاً وقتلاَ وتنكيلاً ومهما استمرَّت على ذات الحال ما تَهَدَّت ، زوبعة مَنَاجِيق بشرية أذرعها الآثمة لجبهاتٍ سَبعٍ امتدّت ، قاذفة بما هو أثقل مِن كلّ ثقيل قاتل بالجملة مهما تضمَّنت حشودها بما للدِّفاع عن نفسها تَعَوَّدت  ، الصراخ والعويل ومناشدة العالم مِن أوَّلِ يوم إلى أن يَلِفَّ الثرى منها الآلاف إن نهضت أو تَصدَّت ، فالغلبة لمَن يتقن ترويض القوة لصالحة بالحق والعقل قبل حلول أية نكبة وبعدها لا لوم عليه حتى وإن بالباطل عليه اعتَدَت ، إذ القدَر أدرَي بتوزيعِ النَّصر على مَنْ يشاء ومَن يعارض المحسوب على الغيب ما نفسه ليومِ الحسابِ الأكبرِ  استَعَدَّت ، ولو كانت مؤمنة لاختارت درب التلاحم كما تقتضيه أسباب اللغة الواحدة والدين الواحد وليس لسواهما أبداً انقادَت ، وما النفس المقصودة هنا سوى الدول العربية مِن نبْعِها الأصيل إلى  أيِّ طَرفٍ عنها مُنفصل المالكة ما شاءت عليه اعتمدت ، نفائس الأرض وما فوقها من أجناسٍ بهم الملايين اهتدَت ، لنور النور زمن النور الواصل العلياء باليابسة لنتاج ما الحياة الطبيعية المطمئنة أرادَت ، لنشر العدل والخير والمساواة والكسب الحلال مِن المدينة المنورة إلى بلاد الفُرس إلى شبه الجزيرة الأيبيرية بكلمة حق عليها القلوب جميعها توحدَت ، وما وقعَ بعد ذلك إذ تهاوت الصومعة على رؤوس منافقي هارون الرشيد فيشعلوا النار على شجرة العباسيين لينثر اليهود رماد البقايا على أمصار متلاصقة بطرق شيطانية عنها تَوَلَّدَت ، ما اصطلح على تسميتها الصهيونية الجامعة عشرة أهداف في هدف واحد تأسيس إسرائيل الكبرى مهما العوائق والمحن عليها تعدَّدَّت ، فكان العهد الأساس لضمان المجهود بين الأجيال  لتحقيق ذاك الهدف الأوحد السامي الذي اتُّخِذَ بمثابة قاعدة تُشَيّد عليها بروتوكولات حكماء صهيون انطلاقاً ممَّا حلَّ بهم في ألمانيا النازية على يد ادلف هتلر حيث الأولويات بعدها بأعوام قليلة تحدَّدَت .

... المعالم أضحت واضحة والصهيونية انبرت للعلن تلعن مَن يتهرَّب مِن الانضمام للمحاربة مِن أجل البقاء لأطوَل أمد بكتل يهودية أينما تواجَدَت ، عاملة على اكتساب تحالف وطيد مع الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة زرع علماء يهود ذات أصول ألمانية أو سفياتية  أو عراقية أو مغربية داخل قلب الصناعات الإستراتيجية ومنها المستلزمات الفضائية والأسلحة المتطورة ومع ما ابتكروه خلال  الأعوام الطوال لمكانتها المتقدمة استمدت ،  لتتسرَّب إلى طليعة الاقتصاد والمالية على يد خبراء يهود فرنسا ومملكة الأراضي المنخفضة الهولندية وسويسرا بأساليب للقديم جَدَّدَت ، ومباشرة إلى الميدان السياسي حتى وصلت للتحكُّمِ في واضعي القرار الأمريكي لتكون لجل ثغرات معارضي روادها قد سَدَّت ، فتنكب لمزاحمة الفلسطينيين بما تملك من رخصٍ عن ذلك عائدة مصدرها الموثَّق بالحجج والبراهين لأمريكا وأتباعها ومنهم بعض قادة الدول العربية الذين شيم الغيرة عن الحق العربي في ضمائرهم خمدت ، لتصل الذروة بعد السابع من أكتوبر 2023 المجيد و رفع راية طوفان الأقصى مرفرفة لإرجاع العزة المخطوفة من هؤلاء بربط بقائهم حكاماَ بترك المقاومة الفلسطينية تنزف وحدها لأخر قطرة من دم أخر مقاوم شهم فيها أو مقاوِمة شريفة صحبته لمثل المهالك تحدَّت ، لكن الصهيونية ومعها هؤلاء فشلت إذ "غزة" لا زالت قائمة كتاب تاريخ يروي للأجيال ملاحم شعب فلسطيني استنشق مع البارود عزيمة الصمود وعانق الموت ليحيا مُكبِّراً بأعلى صوت ولقي بصدر عاري نار الجحيم بشهادة جنّة النعيم ألمُبعدة عن كل صهيوني مجرم رجيم إن شاء الرب العلي الرحمان الرحيم شعب بصوم الكبرياء الكريم خلاياه تغذت ، فتمكنت بالصبر الجميل كل فئاته من رجال ونساء من الاستمرار وبكل ما لديها من أذرع بقوة أسطورية جاهَدَت ،  بحزم الأوفياء لعروبتهم الملتحمين مع أرضهم الطاهرة  فأبدعت وحتى للنصر المُستَحَق أجادت ، لتتحوَّل غزَّة الكرامة والعِزَّة إلى سنبلة حمراء متى أينعت حقول  العرب من دمشق الفيحاء إلى تونس الخضراء توسطتهْا تلك السنبلة الحمراء تذكِّر ذاك الخط البشري الناطق بلغة الضاد بقطرات دم الكفاح المرير المتساقط بسخاء من فلسطيني قبل استشهاده الدنيا عن بطولته المثالية شهدَت ، صابغا سنبلة أبقاها الزمان مع كل صيف حصاد عليه الفلاحة اعتمَدَت ، لتتحوَّل كل حمولات السنابل على الأرض قمحاً إلا هذه تظل راسخة في ثرى الكرامة الإنسانية رمزاً إن تبدَّدَ ما حولها ما تَبَدَّدَت ، لا يقترب منها منجل في يد لأنها لا تُؤكل ولا تنحني ليقطفها ريح أقوام مراعاة صدق الأخوة عندهم من مفعولها الأخلاقي العقائدي تجرَّدت ، أجل  ستبقى  لدى خيال الأجيال المشروع الطيب النيات المُهاب الموقًّر سنبلة حمراء حَيَّة غير قابلة للنسيان ما دامت شمس  الحياة معها دامت . 

مصطفى منيغ

إسرائيل الشيطان لها وكيل

 

إسرائيل الشيطان لها وكيل

القصر الكبير : مصطفى منيغ

جل قادة العرب يستعجلون إسرائيل تصفية الثلاثي حَماس وحزب جنوب لبنان وبالتالي إيران ، مهما حاولوا استغفال العالم تظل هذه رغبتهم الدفينة كل وقت وأوان ، حاولوا مرة خلف المملكة السعودية فباؤوا بالفشل الذريع على يد اليمنيين فتقهقروا لتصبح فعلتهم يتوسطها حرف عِلَّة كفعل "كان" ، أجوف كالهدف الفاقد أسس ذاك الاجتهاد اللاّمنطقي مِن أجل الحفاظ على قمة المكان ، تَرَبُّعاً على نفس الكرسي المتهرئ بكل ما يتطلبه الحرس الشديد على الأمان ، ما دامت الشعوب العربية الشرق أوسطية خاصة ملَّت من تبعية دولها لأهواء هؤلاء القادة الذين ما جاد بمثل خيبتهم زمان . إسرائيل مُدركة بالقضية ممَّا اندفعت كحيوان كاسر لتمزيق جسد غَزَّة مهما كان بنية تحتية أو إنسان ، لا فرق بين مسجد أو دير أو مستشفى أو إدارة خدمات أو مدرسة بالنسبة للأولى دون شفقة في الهدم غالبية الأحيان ، أو ابنة أو أم أو زوجة أو أخت أو خالة أو عمّة وكذا من الرجال بالآلاف بالنسبة للثاني المذبوحين بالقنابل من كل الأصناف والأحجام دون رحمة ولا إحسان ، طبعاً العالم بقراته الخمس شاهد يتفرَّج على العرب وهم يتفرجون على إخوة لهم في العِرق واللغة والدين يُحرقون أحياء دون أن تتحرك فيهم درة مما يدعونه نفاقا بالإيمان ، أن العربَ جسدٌ واحدُ مِن "عمَّان" إلى "إفران" ، متى كانت مسؤولية ذلك منتسبة لجل القادة المذكورين أما الشعوب فمصيرها بين يدي خالقها الرحيم الرحمان ، مغلوبة على أمرها وذاك موضوع آخر أبرز أمثلثه ما حلَّ في تونس بسبب حاكمٍ ظنَّ أن الشمسَ غير مشرقة إلاَّ على خِلْقَة تصرفاته الشاعر كل متمعِّن فيها بالغثيان . إسرائيل لحد الساعة لم تطالب هؤلاء القادة بدفع الثمن مادام لكل جزَّار أجرة وأخرى لمن تحت أمرته من أعوان ، أكانوا من عملاء الموساد المعتمدين في قطر والبحرين وسوريا والعراق ومصر والجزائر والسودان ، تاركة شأن المطالبة لما بعد الانتخابات الأمريكية إن فاز الجمهوري دونالد ترامب إذ في مثل التخصص يعتبر في التقييم أنجح فنان ، أما إن كانت الرئاسة من نصيب الديمقراطية كامالا هاريس فستكون الصدمة على هؤلاء القادة أسوأ وألعن ، إذ سَتُبْقِي على إيران لضَبْطِ بعض قادة العرب المعنيين على استمرارية خنوعهم للولايات المتحدة الأمريكية بمذلةٍ أقوَى وأمْتَن .

... غزة وعلى رأسها في القمَّة الشهيد يحيى السنوار قالت كلمتها حتى للتاريخ الحضاري الحداثي المعمول به مرجعا  يُعتَمَد عليه غرباً عبر ما تَبَقَّى للزمان من زمان ، أن فلسطين أرضاً وشعباَ لن تجسِّم أبداً قصة الهنود الحمر مع ما يطلق عليهم الآن الأمريكان ، فالأصل الفلسطيني متجدِّد لأصول كحبة قمح واحدة مُولِّدة سنبلة المزروعة مهما تكررت مواسم الجهاد المقدس فوق نفس الثرى المروي بعرق الحق ودم موحدي الله العلي القدير المسبحين بحمده إلى يوم النشور من كافة الأديان . قد تدمِّر إسرائيل ما أرادت من جماد وتبيد ما استطاعت أن تبيده من أحياء لكنها تعمِّق بالفاعل فعلاً هذه المرة للأقصى كراهية البشرية الجاعلة من إسرائيل محملة ما ينتظرها من عقاب دنيوي على يد محكمة العدل الدولية أجلا أو عاجلا ثم المهم والأهم ما هي مقبلة عليه من مصير المنبوذين الفاقدين صفة البشر بل لا تشرف حتى جنس الحيوان ، ولن يكون لها حليفاً أو خادماً أو مؤيداً أو وكيلاً إلا الشيطان .

         

      مصطفى منيغ

الاثنين، 4 نوفمبر 2024

تقرير الاستيطان الأسبوعي من 26/10/2024-1/11/2024

 

تقرير الاستيطان الأسبوعي من 26/10/2024-1/11/2024

إعداد:مديحه الأعرج/المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان

" مزارع الرعاة " بؤر إرهابية لتأهيل أحداث جانحين على العنف برعاية دولة الاحتلال

المزارع الرعوية صناعة استيطانية رائجة هذه الأيام ، وقد راجت على نحو يلفت الانتباه في ظروف الحرب الوحشية ، التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، كما الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية . هي وسيلة للسطو على مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية في المناطق المصنفة ( ج ) . ترعاها دولة الاحتلال من خلال الادارة المدنية وعدد كبير من الوزارات هذا الى جانب الصندوق القومي اليهودي ( كيرن كييمت ) . أقيمت البؤر الأولى في ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي ، بينها مزرعة “ هار سينايجنوبي جبل الخليل ، ومزرعتان الى الشرق من مدينة نابلس ، على أراضي روجيب وبيت دجن وبيت فوريك وسالم وعزموط ، هما ، مزرعة “ ابريران ” في تلال مستوطنة “ ايتمار ”، ومزرعة “ سكالي” الى الشرق من مستوطنة “ ألون موريهفي اتجاه شفا الغور . العدد أخذ مع الوقت يرتفع حتى وصل بداية العام 2017 الى نحو 23 مزرعة في أرجاء الضفة الغربية ، وفي نهاية العام 2021 وصل العدد نحو 60 مزرعة . أما اليوم فعددها يتجاوز 90 مزرعة ، تسيطر على نحو 650 ألف دونم ، أي نحو 12 في المئة من مساحة الضفة الغربية . المساحات الممتدة ، التي تسيطر عليها هذه البؤر الاستيطانية هذه الأيام ، باتت تساوي حسب مصادر اسرائيلية مساحة مدن : ديمونة ، والقدس ، وبئر السبع ، وعراد ، وإيلات ، مجتمعة .

هذا المشروع الاستيطاني بادر إليه وفق مصادر اسرائيلية المدعو زئيف حفير ( زمبيش )، الرجل الذي بابه مفتوح لدى نتنياهو ، كما يقول كثيرون . يرى فيه بعض المتابعين أنه العقل المدبر لمشروع السيطرة على أراضي الفلسطينيين . هذا الرجل يقف على رأس جماعة “ أمانا ”، الذراع التنفيذي الرئيسي لإقامة البؤر الاستيطانية . تنقل جريدة " هآرتس " عنه في مقابلة له مع مجلة " ندلان يوش " (عقارات المناطق) قوله أن " الحفاظ على الأرض المفتوحة هي المهمة المركزية لـ " أمانا " ، وان " الوسيلة الأساس التي نستخدمها هي المزارع " ليضيف بأن " المساحة التي تحتلها هذه المزارع تصل الى 2.5 ضعف كل مساحة الأراضي التي تحتلها مئات المستوطنات مجتمعة " .

" أمانا " هذه جمعية استيطانية يقودها زئيف حيفر، الذي كان ارهابيا يمينياً متطرفاً في الحركة السرية اليهودية في أوائل ثمانينيات القرن الماضي ، وأُدين في عام 1984 لمشاركته في محاولات اغتيال رؤساء البلديات في الضفة عام 1980 ، لكنه في السنوات اللاحقة أصبح أكثر نفوذاً ، منحته دولة الاحتلال أعلى جوائزها الرسمية ( جائزة اسرائيل ) وهو الآن أمين عام الجمعية ، المسؤولة عن بناء معظم البؤر الاستيطانية الأكثر عنفاً في الضفة الغربية . هي كما تفيد المصادر منظمة قوية ، حيث تقدر قيمة أصولها بـ 600 مليون شيقل (حوالي 158 مليون دولار حاليًا). ومع ذلك ، لم يكن بإمكانها بمفردها أن تبعث الحياة في مثل هذا المشروع الاستعماري . فقد جعلت دولة الاحتلال في السنوات الأخيرة من المزارع الاستيطانية أداة من أدوات سيطرتها على الأرض وأغدقت عليها بسخاء غير عادي ومنحتها عشرات الملايين من الشواقل بشكل مباشر ومن قبل الوزارات الحكومية والسلطات المحلية للمستوطنات وقسم الاستيطان التابع للمنظمة الصهيونية العالمية ومن الصندوق القومي اليهودي " كيرن كييمت " .

في السنوات الأخيرة ، حولت دولة الاحتلال " المزارع الرعوية " إلى مشروع عام ، وأخذت تنفق عليه بسخاء . عشرات ملايين الشواقل تضخ إلى هذه المزارع مباشرة من الوزارات الحكومية والسلطات المحلية في المستوطنات ودائرة الاستيطان في الادارة المدنية . وبالتوازي مع هذا يعلن وزير المالية والوزير في وزارة الجيش ، سموتريتش بأنه يعمل على إضفاء الشرعية ( الاحتلالية ) من ناحية قانونية عليها . وتعمل دولة الاحتلال على إعطاء القروض لإقامتها ، وعلى تخصيص عقود لمناطق الرعي ، وربطها بالبنى التحتية ، وتمويل حمايتها ، وشراء عتاد لها وتسليحها ، وتقدم لها المنح مثل “ منح الرعي ” وحتى " منح الاستثمارات التجارية " . حسب جريدة “هآرتس” في عددها الصادر بتاريخ الثالث عشر من اكتوبر الماضي فإن 6 وزارات حكومية على الأقل تشارك في تمويل وتشجيع هذا المشروع الاستعماري الحطير

ترى دولة الاحتلال هذه المزارع وسيلة ناجحة للسيطرة على أوسع مساحة ممكنة من الأراضي بالحد الأدنى من القوة البشرية ،”. في الأعوام 2020 – 2022 قدمت دولة الاحتلال منحاً لـ 13 صاحب مزرعة بمبلغ متراكم يبلغ 1.6 مليون شيقل . في حكومة نفتالي بينيت ( 2021-2022 ) ، تم إقرار خطة عمل سنوية لدائرة الاستيطان ، تضمنت بنداً يعنى بـتخطيط بنى تحتية حيوية وعناصر أمن للاستيطان الفتي ( البؤر والمزارع ). وتحت هذا البند الملتوي ، حولت الدائرة إلى مزارع الرعاة مبلغ 15 مليون شيقل في 2023 ، وفي 2024 تضاعفت الميزانية ثلاث مرات فبلغت 39 مليون شيقل أخرى. كما حصلت 68 مزرعة على التمويل في 2023 بمبلغ 7.7 مليون شيكل من أجل شق طرق . هذه الطرق الترابية تعد شرياناً حيوياً للمزرعة ، ومن خلالها يتاح للمستوطنين التوسع إلى أعماق المنطقة المستهدفة .

ليست مؤسسات دولة الاحتلال وحدها هي التي ترعى هذا المشروع الاستيطاني الخطير أو السلطات المحلية في المستوطنات او دائرة الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية ، بل إن الصندوق القومي اليهودي " الكيرن كييمت " داعم رئيسي لهذا المشروع الاستيطاني ، عبر مشاركته في مشاريع من أجل " شبيبة في خطر " التي نمت في السنوات الأخيرة كوسيلة ملتوية وخطيرة لتبييض المزارع تحت غطاء مهمة اجتماعية تقدم خدمات لتأهيل فتية تسربوا من المدارس ويعيشون على هامش المجتمع . فمن خلال وجودهم في مزرعة برعاية إطار “ تعليمي ” أو “ تأهيلييعمل الصندوق مع مؤسسات في دولة الاحتلال لمنحهم شرعية تتجاوز في مغزاها السياق المحلي ، فيحول لهم بالتعاون مع بعض الوزارات ميزانيات مجزية ، يندرج بعضها في ما يسمى برامج الإثراء التي تقترحها وزارة التعليم على المدارس .

ومن خلال هذا الدور أصبح الصندوق القومي اليهودي (كيرين كييمت ) داعمًا مهمًا لهذا المشروع الاستيطاني الخطير ، وتتمحور مساهمته الرئيسية ، كما أشرنا ، في ما يسمى مشاريع للشباب المعرضين للخطر في المزارع . وبشكل عام أصبح مصطلح “الشباب المعرضين للخطر” في السنوات الأخيرة محور سياسة ـتبييض هذه المزارع وتجميل صورتها وتسويق هذه الصورة أيضا للخارج . إقامة المراهقين المنحرفين في هذه المزارع تحت مظلة إطار تعليمي أو تأهيلي يضفي على هذه البؤر والمزارع الاستيطانية صورة مختلفة ، أو هكذا يعتقد الصندوق القومي اليهودي فضلا عن مؤسسات دولة الاحتلال وأجهزتها الاستيطانية . وفي المجمل ، حتى نهاية سنة 2023 ، شارك أكثر من 200 " مراهق " في مشروع الصندوق القومي اليهودي في عشرات المزارع في الضفة الغربية. وكان ثمانون من الشباب من بين المستفيدين من 1.5 مليون شيقل (حوالي 415000 دولار) التي حولها الصندوق القومي اليهودي إلى مجلس بنيامين الإقليمي في الضفة الغربية. لقد حول الصندوق القومي اليهودي مبلغا أكبر، 2 مليون شيقل، إلى منظمة " أرتزينو " ، وهي منظمة مولت برامج تدريبية لـ 150 شابا في 25 مزرعة إضافية.

عبثا تحاول أجهزة وسلطات الاحتلال ومنظمات المستوطنين تحويل الانظار عن المخاطر الجمة ، المترتبة على إقامة هذه المزارع الرعوية وجلب الشباب المنحرف للعمل والتأهيل فيها ، لأن التأهيل في الأساس يقوم على السطو على اراضي المواطنين وبث الفوضى والإرهاب في الريف الفلسطيني . في هذا المجال كانت بروفيسور ميخال شماي ، من كلية العمل الاجتماعي بجامعة حيفا ، على صواب في رسالتها إلى وزارة الرفاه الاسرائيلية في آذار الماضي بمقارنة الشباب الذين يعيشون في البؤر الاستيطانية الزراعية بظاهرة " الأطفال الجنود " الذين تم تجنيدهم خلال الحروب في الدول الإفريقية. وقالت شماي في حديث لها مع صحيفة “هآرتس” : " هذا ليس ما يجب أن تكون عليه عملية إعادة تأهيل الشباب المعرّضين للخطر. تشكل أماكن مثل هذه أرضاً خصبة لتطوير الكراهية. والكراهية ليست إعادة تأهيل " .

وفعلا فإن هناك أدلة متزايدة تؤكد على أن البؤر الاستيطانية الزراعية والرعوية أصبحت أرضًا خصبة لما تسميه بعض دوائر الاجهزة الامنية الاسرائيلية ذاتها بالعنف القومي المتطرف. الأمثلة من السنوات الأخيرة كثيرة : مزرعة زوهار في غور الأردن ، التي انطلق منها مستوطنون ، بعضهم قاصرون ، لمهاجمة مدير مدرسة فلسطينية في أراضي المستوطنة ، و" مزرعة همكوك " قرب رام الله ، التي نجح سكانها في طرد سكان قرية وادي السيق الفلسطينية المجاورة ؛ ومزرعة ينون ليفي في جنوب جبل الخليل ، التي قاد سكانها اعتداءات ومضايقات أجبرت سكان قرية أخرى على الفرار. في هذه المزارع غالبًا ما تتألف القوة العنيفة من المراهقين الذين يجري تأهيلهم وشحنهم بأيولوجيا الكراهية والعنف والارهاب

في هذا الصدد تقول حاغيت عوفران ، رئيسة طاقم متابعة المستوطنات في حركةالسلام الآن” إنه “ينبغي أن نصف الأمور كما هي ؛ فالارتفاع الحاد في عنف المستوطنين يرتبط بشكل مباشر بظاهرة المزارع ، التي يتحمل سكانها المسؤولية عن جزء كبير من هذا العنف " . فيما يقول درور ايتكس، مؤسس منظمة " كيرم نبوت " ، التي تتابع المستوطنات في الضفة أن عدد التجمعات الفلسطينية التي كانت تعيش في مناطق المزارع وطردت من منازلها في ارتفاع مستمر . نحن نتحدث عن عدد يصل إلى 35 حالة طرد في السنتين الأخيرتين غالبيتها المطلقة بعد السابع من اكتوبر

وفي هذا السياق يعود اسم يوسي داغان الى التداول من جديد . يوسي داغان هذا هو عضو بارز في حزب الليكود ورئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية ، يصفه البعض بالاخطبوط في خدمة الاستيطان ، وقد فعل في سبيل ذلك الكثير ، فله يعود الفضل في الحصول على الموافقات اللازمة لتنفيذ شارع حواره الالتفافي ، وموقف الباصات على مدخل ارئيل الشرقي ، وربط المستوطنات بالانترنت الاعلى سرعة ، وإضاءة المفترقات والشوارع ، تركيب الاشارات المروريه على مداخل المستوطنات ، ترخيص المقابر ، وترخيص بؤرة اڤيتار . هو على علاقة قوية مع حاخامات كبار مثل الحاخام ليڤانون ، ومع دانييلا ڤايس رئيسة حركة ناحالاه الاستيطانية ومع منظمة ( امانا ) الذراع الاستيطاني لحركة غوش ايمونيم . يدير شبكة علاقات خارجية واسعة مع جهات اقليمية ودولية يسميها " أصدقاء السامرة " تمكنه من جمع أموال ليس فقط لدعم الاستيطان بل وكذلك لتسليح المستوطنين . " اصدقاء السامره " هؤلاء تبرعوا له بمليون شيقل ليشتري بنادق اليه متطورة ، وبنادق قنص يصل مداها القاتل إلى 700 متر لتوزيعها على " فرق التأهب " التي تضم في صفوفها أعدادا كبيرة من إرهابيي " شبيبة التلال وتدفيع الثمن " . تفيد التقديرات انه تمكن من شراء 500 بندقية ووزعها على هؤلاء الارهابيين تهيئة لحرب على الفلسطينيين يخطط لها منذ زمن بعيد .

على صعيد آخر وفي خطوة لا تخلو من معاني الضم ، دعت عضو الكنيست سون هار ميلخ " عوتسما يهوديت " خلال مداولات جرت الاسبوع الماضي في لجنة الاقتصاد في الكنيست حول مشروع قانون لتعديل قانون سلطة تطوير النقب الى اعتبار مدينة الخليل وكريات أربع جزءا من النقب ، وفق ما ورد في التوراة ، على حد زعمها . وينص مشروع القانون على إدخال مستوطنات ليست تابعة لسلطة تطوير النقب الى ميزانية هذه السلطة. ووفقا للمشروع يتم إدخال مستوطنات الخليل وجنوب الخليل وكريات أربع إلى إطار ميزانية سلطة تطوير النقب التي تضم بثر السبع، عراد، وديمونا. وقد أثارت دعوتها هذه غضبا في أوساط المعارضة ، وقال عضو الكنيست يوري لهب " يش عتيد " : " افتحوا الخريطة وستشاهدون أن الخليل ليس في النقب، ولماذا تريدون إدخالها الان بمشروع قانون ؟ الرد واضح : لأنه توجد ميزانية بملغ 1,4 مليار شيكل لمشاريع في النقب، تريدون تحويل اموال سكان بئر السبع، عراد وديمونا إلى الخليل وكريات أربع، رغم القوانين التي ستمرروها فلن تؤدي إلى إستبدال الجغرافيا.كما قالت عضو الكنيست ساكس فريدمان " يش عتيد " من سكان النقب : يقسم النقب الى 34 سلطة محلية تلقت خلال العام الأخير 150 مليون شيكل فيما تلقت مستوطنات الضفة الغربية 794 مليون شيكل خلال هذا العام. يحصل الطالب في مستوطنات الضفة الغربية على 30% اكثر مما يحصل عليه الطالب في النقب، انتم تسرقون في وضح النهار.وقال عضو الكنيست عوفر كسف " القائمة المشتركة " : " مغزى تعديل القانون هو الضم، الأمر الذي يشكل إنتهاكا للقانون الدولي ، هل سيؤدي هذا إلى فرض عقوبات دولية على سلطة تطوير النقب " .

وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:

القدس: في سياق سياسة التهجير والتطهير العرقي صادقت سلطات الاحتلال على الاستيلاء على 64 دونماً من أراضي قرية أم طوبا ما يترتب عليه إخلاء ما يقارب الـ 30 منزلاً مقدسياً ، يعيش فيها 139 مواطناً ، ما يضعهم أمام خطر التهجير القسري . وتقدمت العائلات المعنية بالتماس إلى محكمة الاحتلال لوقف أعمال "التسوية" (الاستيلاء) التي نفذتها سلطات الاحتلال ، بعد أن تبين تسجيل نحو 64 دونماً من أراضي البلدة باسم "الصندوق القومي اليهودي". وفي بلدة الطور اجبرت سلطات الاحتلال أربعة أشقاء من عائلة أبو الهوى على هدم أجزاء من منازلهم والمواطن صابر القواسمي ايضا على هدم منزله في بيت حنينا ذاتيا بحجة عدم الترخيص. فيما هاجم مستوطنون من مستوطنة "آدم" المواطنين أثناء قطفهم الزيتون في محيط المنطقة الشرقية من بلدة حزما

الخليل: أصيبت مواطنة من عائلة اسعيد برضوض في حي تل الرميدة بمدينة الخليل،بعد مهاجمة المستوطنين لها ولعائلتها أثناء قطفها الزيتون بالقرب من منزلها في تل الرميدة ، وفي مسافر يطا، أتلف مستوطنون مزروعات وخزانات مياه بعد ان أطلقوا،مئات رؤوس المواشي في كروم تضم نحو 500 شجرة زيتون في منطقة أم صرارة القريبة من خربة الحلاوة ، كما أتلفوا خزانات مياه، وسرقوا عددا منها وسياج أسلاك شائكة، وزوايا حديد محيطة بالأراضي . واعتدى مستوطنون بالضرب على المواطن حسن شناران أثناء رعيه المواشي في قرية سوسيا وسرقوا ثمار زيتون ونصبوا خيمة قرب منازل المواطنين في منطقة سدة الثعلة ووضعوا أعلام الاحتلال على أراضي المواطنين بهدف السيطرة عليها . كما اقتحم مستوطنون موقع "تل ماعين" الأثري، في بلدة الكرمل، وأدوا طقوسا تلمودية فيه

بيت لحم: احتجزت قوات الاحتلال مزارعين من عائلة صبيح في أرضهم الزراعية في بلدة الخضر واستولت على هوياتهم الشخصية قبل أن يطلق سراحهم، وفي قرية حرملة سرق مستوطنون ثمار زيتونمن أراضي عائلة صبيح في منطقة "عين حمدة" على الشارع الرئيس في حرملة. كما اعتدى مستوطنون على قاطفي الزيتون في قرية كيسان ورشقوهم بالحجارة في منطقة "واد جحار"، وأجبروهم تحت تهديد السلاح على مغادرة أرضهم. وشرع مستوطنون بحراثة أراضٍ زراعية تعود لمواطنين من عائلة أبو كامل في منطقة الإسكان بخلايل اللوز، فيما سرق مستوطنون مركبة خاصة تعود للمواطن أيمن يعقوب غزال، وألواح طاقة شمسية تابعة لمحمية كيسان

رام الله: أجبرت قوات الاحتلال قاطفي الزيتون على مغادرة أراضيهم في قرية المغير وأطلقت تجاههم قنابل الغاز المسيل للدموع، وفي كفر مالك هاجم مستوطنون مسلحون قاطفي الزيتون في منطقة "خلة سوار" وأجبروهم على مغادرة أراضيهم تحت تهديد السلاح.

نابلس: قام مستوطنون بتخريب عشرات اشجار الزيتون المعمرة وأصيبت مسنة بكسور خلال هجوم مستوطنين على مزارعين في قريوت الذين أجبروهم بالقوة على إخلاء أراضيهم ، وجرى نقلها للمستشفى.وفي قرية اللبن الشرقية استولى جنود الاحتلال على ثمار زيتون وهاجموا قاطفي الزيتون ومركباتهم واجبروهم على مغادرة أراضيهم . وفي بلدة سبسطية هاجم مستوطنون قاطفي الزيتون وأجبروهم على مغادرة أراضيهم في الجهة الغربية من البلدة، وفي بلدة قبلان سرق مستوطنون ثمار الزيتون. فيما هاجم أخرون قاطفي الزيتون في الأراضي الواقعة بين البلدة وقرية تلفيت، وأحرقوا مركبة لأحد المواطنين. وفي قرية جالود أطلقت قوات الاحتلال النار صوب قاطفي الزيتون جنوب قصرة على الطريق الرابط بقرية جالود ، كما أصيبت سيدتان إحداهما (54 عاما) والاخرى (42 عاما)، عقب اعتداء مستوطنين عليهما بالضرب قرب دوار دير شرف شمال غرب نابلس وتم نقلهما الى المشفى ، كما هاجم عشرات المستوطنين قاطفي الزيتون في كل من بلدة سبسطية وبلدة برقه ورشوهم بغاز الفلفل ، واجبروهم على اخلاء اراضيهم وسرقوا ثمار الزيتون، فيما منعت قوات الاحتلال المزارعين من قطف ثمار في بلدة قصره واعتدت على فعالية لمساندة قاطفي الزيتون وفد أوروبي

سلفيت: سرق مستوطنون من "عالي زهاف" ثمار زيتون في قرية كفر الديك من أرض المواطن فراس الديك الواقعة في خلة الحرامية، ومعدات قطف الزيتون ومولدَّي كهرباء، ومنعوه من الوصول إلى أرضه. وفي بلدة ديراستيا اعتدى مستوطنون على الشاب يوسف سلمان (27 عاما) أثناء قطفه ثمار الزيتون في منطقة "المغيبة" شمال البلدة، وحاولوا اختطافه كما ضخوا مياها عادمة في أراضٍ مزروعة بنحو 60 شجرة زيتون، تعود ملكيتها للمواطن محمد دحدل (61 عاما)، وفي قريى حارس أقدم مستوطنون على سرقة محاصيل الزيتون من المواطن أيسر شملاوي في أرضه الواقعة في “الجبل القبلي” ومعدات قطف الزيتون ، فيما أقدم مستوطنون من مستوطنتي"تفوح" و"رحاليم" على تكسير أشجار زيتون وسرقة ثمارها في منطقة "أبو القصيب" شرق قرية ياسوف .

قلقيلية: واصلت قوات الاحتلال تجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين في المنطقة الشمالية من بلدة عزون ضمن خطواتها الرامية لإقامة جدار شائك يمتد حتى مفترق مستوطنة "معاليه شمرون" وكانت سلطات الاحتلال قد أصدرت قبل شهرين يقضي بوضع اليد على حوالي 15 دونمًا من الأراضي لأغراض عسكرية، وقد بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ القرار على أرض الواقع ، فيما اقتحم مستوطنون مسلحون قدموا من "حفات جلعاد" الجهة الشرقية من قرية أماتين وهاجموا مواطنين أثناء تواجدهم في أرضهم لقطف الزيتون في "وادي الأحمر" وأطلقوا الرصاص الحي صوبهم ، ما أدى لإصابة مواطنين "49 عاما" برصاصة بالرأس، و"45" عاما، برصاصة بالفخذ، نقلا على إثرها إلى مستشفى نابلس حيث وصفت إصابتهما بالمتوسطة.

الأغوار : هاجمت مجموعة من المستوطنين مساكن المواطنين في خلة مكحول، وشرعت بترهيبهم واستفزازهم ، بينما هاجم آخرون رعاة الماشية في سهل أم القبا، وحاولوا سرقة قطيع من المواشي، كما اقتحم مستوطنون آخرون منطقة حمامات المالح، وشرعوا بتنفيذ أعمال استفزازية ضد المواطنين . كما هاجم مستوطنين مسلحون مدرسة عرب الكعابنة وحطموا نوافذ غرف صفية، وحاولوا تحطيم كاميرات مراقبة ، فيما شرع مستوطنون بحفر وتجريف أراض تابعة لقرية عين البيضا في الأغوار الشمالية ، تمهيدا لزراعتها والاستيلاء عليها علماأن هذه الأراضي مملوكة بالطابو لمواطنين من قرية عين البيضا، ويستغلها أصحابها للزراعة،والمساحة التي يسعى الاحتلال للاستيلاء عليها تزيد عن 30 دونما، على مقربة من مفرق مستوطنة "ميخولا" الجاثمة على أراضي المواطنين .

 

 

في تطوان الأنثى تشرف أوطان

في تطوان الأنثى تشرف أوطان القصر الكبير / مصطفى منيغ زمرُّدة كريمة في طراوة ربيعٍ لا يقهره الوقت ولا تُسيح يناعته مع مراحل العمرِ   نا...